لقد تأخرنا في ذكره فعذرآ للتاريخ هاهو يشبم سبورت لك يعتذر وعنه حيدالشقر
الكل قد سمع به انه صقر الكور الضابط الذي حير الجيوش بذكائه
وأحرج الكرم بكرمه يجب ان لاننساء مثل هذا الرجل
اترككم مع ما سأطرحه عليكم
عن هذا الرجل
نسبه ومولده: ينتسب احمد صالح بن لحمر الى "بيت آل لحمر" وقد ولد في قرية "اللجبه" في لجفة باطريق، ونشأ وسط الطبيعة الخضراء الحافلة بالمزارع التي يملكها أهله في هذه القرية الصغيرة-عاش طفولة سعيدة يتنقل في احضان الطبيعة الخلابة في وادي ضبعة- ويتردد على شعب سقام، وكانت الرزاعة مصدر العيش الأول لأسرته اضافة الى تربية النحل، وقد عرفت منطقة وادي يشبم بأجود انواع العسل..كما كانت الأسرة تملك قطعاناً من الأغنام ترعى من خيرات الطبيعة. نشأ "أحمد" وسط هذه البيئة، ولم يتمكن حتى من دخول "المعلامة" في ذلك الزمان بسبب الحروب القبلية التي كانت متأججة بين قبائل العوالق. الى يشبم: (1) وعندما بلغ "احمد" سن الخامسة عشرة من عمره -انتقل من قرية اللجبة" الى مدينة "يشبم" العاصمة التاريخية القديمة للعوالق والتي كانت حتى عام 950هـ- مقرأ لسلاطين "الدولة" العولقية. عاش "احمد" في يشبم في كنف جده سالم الذي أحسن رعايته وأكرم وفادته -ثم انتقل فترة من الزمن الى قرية "عظامه" في أعلى وادي يشبم عند "آل دافر" من آل يسلم "أصهاره" ثم عاد مرة اخرى الى يشبم الانتقال الى عدن عام 1950م: كان عمه "ناصر سالم" يعمل في قوات الحرس الوطني التي تعرف بـ "شبرد" وعندما حضر الى يشبم - قرر ان يصطحب ابن اخيه احمد الذي بلغ الثامنة عشرة من عمره الى عدن، وعند وصولهما رحب بهما القائد العربي الأول فضل عبدالله بن فريد العولقي وسجل "أحمد" جندياً في قوات "شبرد" ووجد هناك مئات الشباب من أبناء العوالق في تلك القوات ___________ 1 - المرجع: المقدم محمد احمد بن خواو 18 _5 _2010م التعليم الأساسي: كان العقيد فضل عبد الله بن فريد العولقي - قائد الحرس الوطني- محباً لأبناء العوالق- يتابعهم ويرعاهم وسعى في تعليم "أحمد صالح بن لحمر" حتى الثالث ابتدائي، ولكن الشاب احمد كان جموحاً صعب المراس وطموحاً الى ابعد الحدود يعشق العسكرية اكثر من العلم بحكم تربيته القبلية العولقية الصعبة فاكتفى بما حصل عليه، وخدم في "شبرد" حوالي عشر سنوات، ثم انتقل الى جيش الليوي-وخدم في الكتيبة السابعة مشاة تحت رعاية الزعيم العربي ناصر بريك العتيقي العولقي ثم تحت رعاية العقيد محمد احمد بن موقع، وتفوق وأبدع في العسكرية. صفاته وأخلاقه: تشرب "احمد" الصفات الأساسية من قبيلته واتصف بالشجاعة بلا حدود ومن صفاته الكرم فقد كان سخي النفس ندي اليد لو طلبه محتاج في آخر رصيد يملكه من المال لا يرده ولا يصده ابداً- وباب منزله مفتوح ليلاً ونهاراً يستقبل القريب والغريب ويكرم من طرق بابه او قصد مساعدته وكان ذكياً بالفطرة سريع الحركة يحب المرح والمزاح مع جنوده وزملاءه واقام صداقات متينة بينه وبين معظم الضباط والجنود أثناء خدمته العسكرية من ردفان ودثينة والعوالق والعواذل وغيرها..! طرائف في حياته: (1) كان المقدم احمد صالح بن لحمر مرحاً في حياته وذات مرة كنت معه في "نصاب" وحضر عندنا ضابط انجليزي - وكان بن لحمر على علاقة وثيقة مع السلطان عوض بن صالح ويعزه كثيرا وقال الانجليزي: انا ارغب في مقابلة السلطان وانا سمعت انه صديقك، وكان السلطان عوض لا يقابل الانجليز اطلاقاً، وكان بن لحمر يمزح مع السلطان وعندما يكتب له يقول: من احمد بن صالح الى عوض بن صالح _________ المرجع: المقدم محمد احمد بن خواو حياته العملية: عاش احمد صالح بن لحمر وخدم في العسكرية، وتم ابتعاثه في دورة عسكرية الى الاردن عام 1960 ثم تدرج سريعاً وترقى في المناصب العسكرية حتى وصل الى رتبة "مقدم" ومن أقرب اصدقاءه وأحبهم الى نفسه: رويس بن لفونع البوبكري والمقدم محمد احمد بن خواو ولعل اخطر مرحلة انتقالية في حياته كانت بعد الاستقلال عام 1967م، عندما عمدت بريطانيا الى تسليم الحكم للجبهة القومية، وكان المقدم بن لحمر يميل سياسياً الى جبهة التحرير كسائر الضباط العوالق في تلك الفترة وفي الوقت نفسه كان يتعاطف الى حد ما مع "رابطة الجنوب العربي" زلزال الوحدة الوطنية عام 1968م: عندما شعر ابناء العوالق وردفان من ضباط وقدامى المحاربين الذين عملوا في جبهات القتال في الضالع - وردفان - والعوالق- في حرب التحرير عندما وجدوا انفسهم خارج اللعبة السياسية من قبل حكومة الجبهة القومية - قرر هؤلاء مع باقي الوان الطيف السياسي الممثل في الرابطة وجبهة التحرير ورجال القبائل والضباط والجنود الذين سرحوا من أعمالهم، قرروا القيام بحركة الوحدة الوطنية في منطقتي : العوالق وردفان. ونسقوا معاً في المعسكرات وفي المناطق، وبدأت الحركة في وقت واحد بتاريخ 22- 7-1968 موقد قاد المقدم/احمد صالح بن لحمر معارك الكور بكل شجاعة واقتدار ولمدة عام كامل قالوا فيه شعراً: الشيخ/احمد بن عبدالله السليماني يامرسلي لاعند بن لحمر قولوا له يكيل من السبعة الى السبعين معانا حصن في راس الجبل لحمر ولا له ماء ولا له طين وعرضانه شعر دي جابها لشعر ويذبح لامعه شفره ولا سكين وكان يقول للناس انا باموت في 1977م اما الشاعر لعمى بن حصامة قال: قولوا لبن لحمر سلام اربع ميه ما ارخى على الوده وسالت بالسيول احنا شعونا شعب واحد كلنا لكن بعض الناس ماشي له قبول الكرم شهرته والشجاعة عنوانه: اشتهر المقدم احمد صالح بن لحمر بالشجاعة والكرم فلا تكاد قبيلة في اليمن الا وسمعت عنه ورأت أفعاله الاصيلة وصفاته النبيلة، كانت تحت امرته الملايين من النقود بمختلف العملات ولاتغيب شمسها الا وقد وزعها وفرقها، كان كريم النفس، لايأبه للمال و لا يدخره كان بالنسبة له وسيلة وليس غاية، ساعد المئات من قبائل العوالق وبذل مئات الآلاف لجبر مصاب او تعويض خاسر، او مواساة في فقيد او قضاء دين ، وكان حليماًًً يجبر عثرات الكرام..ويتحمل سلاطة ألسنة البعض برحابة صدر وحلم وفارق الدنيا ولم يدخر لنفسه ولا لأولاده شيئاً..! الخاتمة: عاش المقدم احمد