ابو بلقيس عضو ذهبي
عدد المساهمات : 541 نقاط : 6264 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 04/12/2009 الموقع : عـــــــــــــــــــــــــــــدن
| موضوع: ملف كامل عن الصيام الأربعاء يوليو 21, 2010 1:38 am | |
| أولا:- فضل صيام رمضان : شهر رمضان شهر كريم وموسم عظيم للطاعات يعظم الله فيه الأجر, ويجزل العطايا , ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب , شهر الخيرات والبركات , شهر المنح والهبات , شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان , شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار , اشتهرت بفضله الأخبار وتواترت فيه الآثار: 1ـ ففي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – ، أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :" إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين "0 وإنما تفتح أبواب الجنة في هذا الشهر لكثرة الأعمال الصالحة , وترغيبا للعاملين , وتغلق أبواب النار لقلة المعاصي من أهل الإيمان ، وتصفد الشياطين فتغل فلا يخلصون إلي ما يخلصون إليه في غيره . 2ـ وروي الإمام أحمد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :" أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها ...." :- أ ـ " ... خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك 000" : لأنها ناشئة عن عبادة الله وكل ما نشأ عن عبادته وطاعته فهو محبوب عنده سبحانه , يعوض عنه صاحبه ما هو خير منه و أفضل وأطيب 0 ب-" ... وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا 000" : ج- "... ويزين الله كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك 000" : يعني مؤونة الدنيا وتعبها وأذاها ويشمروا إلي الأعمال الصالحة التي فيها سعادتهم في الدنيا والآخرة 0 د - " ... وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلي ما كانوا يخلصون إليه في غيره 000" : فلا يصلون إلي ما يريدون من عباد الله الصالحين من الإبعاد عن الحق والتثبيط عن الخير وهذا من معونة الله لهم أن حبس عنهم عدوهم ولذا نجد عند الصالحين من الرغبة في الخير والعزوف عن الشر في هذا الشهر أكثر من غيره 0 هـ- " ... ويغفر لهم في آخر ليلة , قيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا ولكن العامل يوفي أجره إذا قضي عمله ... " : فإن الله يغفر لهذه الأمة إذا قامت بما ينبغي أن يقوموا به في هذا الشهر المبارك من الصيام والقيام تفضلا منه سبحانه وتعالى بتوفية أجورهم عند انتهاء أعمالهم فإن العامل يوفي أجره عند انتهاء عمله0
** ونجد أن الله تفضل علينا بالأجر في هذا الشهر من ثلاثة وجوه :- 1- أنه شرع لنا من الأعمال الصالحة ما يكون سببا لتكفير ذنوبنا ورفعة درجاتنا 0 2- أنه وفقنا إلي العمل الصالح ولولا معونة الله وتوفيقه ما قمنا بهذا العمل 0 3- أنه تفضل علينا بالأجر الكثير0 ** إن بلوغ رمضان نعمة عظيمة لذا يجب علينا أن نقوم بحقه بالرجوع إلي الله من معصيته إلي طاعته ومن الغفلة عنه إلي ذكره ومن البعد عنه إلي الإنابة إليه 0 يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصي ربه في شهر شعبان لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضا شهر عصيان واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا فإنه شهر تسبيح وقــرآن 1
**ومن الأحاديث في فضل رمضان أيضا :- 3ـ يقول صلي الله عليه وسلم في رمضان :" تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة وتصفد فيه الشياطين , قال : وينادي فيه ملك : يا باغى الخير أقبل ويا وباغي الشر أقصر , حتى ينقضي رمضان "0 رواه أحمد والنسائى . 4ـ عن أبي سعيد الخدري أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :" من صام رمضان وعرف حدوده , وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ منه ، كفر ما قبله "0 رواه أحمد والبيهقى بإسناد جيد ، وضعفه الألبانى الضعيفة 5083 . 5ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم- : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "0 رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني . يعني إيمانا بالله ورضا بفرضية الصوم عليه , واحتسابا لثوابه وأجره , ولم يكن كارها لفرضه ولا شاكا في ثوابه وأجره , فإن الله يغفر ما تقدم من ذنبه 0 6- وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضا أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " الصلوات الخمس, والجمعة إلي الجمعة , ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "0 7- ومن فضائل الصوم أن الصائم يعطي أجره بغير حساب لا يتقيد بعدد معين : ففي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله : " قال الله تعالي : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , والصيام جنه فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم , والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك , للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره , وإذا لقي ربه فرح بصومه "0 8 - ومن فضائل الصوم : أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة , فعن عبد الله ابن عمر – رضي الله عنه – ، أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه , ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال : فيشفعان ". رواه أحمد . 9- عن أبي سعيد الخدرى – رضي الله عنه – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :" لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا " . رواه الجماعة إلا أبي داود 0 10- عن سهل ابن سعد أن النبي – صلي الله عليه وسلم- قال: " إن للجنة بابا يقال له الريان , يقال يوم القيامة: أين الصائمون ؟ فإذا دخلوا أغلق ذلك الباب " 0 رواه البخاري ومسلم 0
** إن فضائل الصوم لا تدرك حتى يقوم الصائم بآدابه , فلنجتهد في إتقان صيامه وحفظ حدوده والتوبة إلي الله من التقصير في ذلك 0
(ثانيا): الحكمة من الصيام : إن من أسماء الله تعالي (الحكيم ) ، والحكيم من اتصف بالحكمة ، والحكمة إتقان الأمور ووضعها في موضعها ، ومقتضى هذا الاسم من أسمائه تعالي أن كل ما خلقه الله تعالي أو شرعه فهو لحكمة بالغة ، علمها من علمها وجهلها من جهلها، فإن الله سبحانه وتعالي لم يفرض علينا الصيام ويمنعنا عن الطعام والشراب التي أحلهما لنا ليعذبنا أو يعنتنا ، فحاشى لله ذلك ولكن للصيام الذي شرعه الله وفرضه علي عباده حكم عظيمة وفوائد جمة0 من هذه الحكم : 1- أنه عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه بترك محبوباته المجبول علي محبتها من الطعام وشراب ونكاح ، لينال بذلك رضي ربه والفوز بدار كرامته , فيتبين بذلك إيثاره لمحبوبات ربه علي محبوبات نفسه وللدار الآخرة علي الدار الدنيا 20 2- أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه ، قال تعالي :" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون " وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم (إنها التقوى) ، فالصائم مأمور بتقوى الله عز وجل وهي امتثال أمره واجتناب نهيه وهذا هو المقصود الأعظم بالصيام ، وليس المقصود تعذيب الصائم بترك الأكل والشرب والنكاح ، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدى هذه الفريضة طاعة لله , وإيثارا لرضاه , والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية ، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله , ووزنها في ميزانه ، فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم , وهذا الصوم أداة من أدواتها وطريق موصل إليها . وقول النبي – صلي الله عليه وسلم - : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "0 رواة البخاري - والزور : هو كل قول محرم من الكذب والغيبة والشتم . - والعمل بالزور: هو العمل بكل فعل محرم من العدوان علي الناس بخيانة أو غش أو ضرب ويدخل فيه سماع الأغاني المحرمة والمعازف ومشاهدة المحرمات . - الجهل : هو السفه وهو مجانبة الرشد في القول والعمل . 3- إذا تمشي الصائم بمقتضى الآية السابقة والحديث ، كان الصيام تربية لنفسه وتهذيبا لأخلاقه واستقامة لسلوكه ، ولم يخرج من شهر رمضان إلا وقد تأثر تأثرا بالغا يظهر في نفسه وأخلاقه وسلوكه 0 4- أن الصوم هو مجال تقرير الإرادة الجازمة ، ومجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد , كما أنه استعلاء علي ضروريات الجسد كلها ، واحتمال ضغطها وثقلها وهذه كلها عناصر لازمة في إعداد النفوس واحتمال مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك والذي تتناثر علي جوانبه الرغبات والشهوات , فالصوم أعظم طريق لإذلال النفس والسيطرة عليها والتمرن علي ضبطها وقيادتها والدليل علي ذلك حديث الباءة فالشاب الذي لا يملك الباءة علي الزواج عليه بالصوم فإنه أكبح لشهوات النفس0 كذلك ما يروي عن السلف أن أحدهم إذا أراد أن يعاقب نفسه علي ذنب فعله فكان يعاقبها بالصيام ولفترات طويلة من السنة ، لذا فالصوم يمكن الإنسان من قيادة نفسه لما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة , ويبتعد عن أن يكون عبدا بهيميا لا يتمكن من منع نفسه عن لذاتها وشهواتها لما فيه مصلحتها 0 5 - ومنها :- أن الغنى يعرف قدر نعمة الله عليه بما يسر له الحصول علي ما يشتهى من طعام وشراب ونكاح ، فيشكر ربه علي هذه النعمة ، ويتذكر الفقير الذي لا يتيسر له الحصول علي ذلك فيجود عليه بالصدقة والإحسان 0 6 - ومنها : أن نستشعر حال اخواننا المستضعفين فى كل مكان الذين يهجرون من ديارهم ، فيخرجون إلى العراء جوعى هلكى لايجدون ما يسترهم ولا ما يسد رمقهم . 7- ومنها : مايحصل من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام واراحة الجهاز الهضمى لفترة معينة ، وكذلك ليتخلص الجسم من الفضلات الضارة المترسبة فى الجسم وغير ذلك .
ثالثا : آداب الصيام : الأولى : الآداب الواجبة : 1- أن يقوم الصائم بما أوجبه الله عليه من العبادات القولبة والفعلية ومن أهمها الصلاة – أن يؤديها في وقتها بشروطها وأركانها وواجباتها مع الجماعة في المسجد0 2- أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله ورسوله – صلي الله عليه وسلم – من الأقوال والأفعال مثل الكذب والغيبة والنميمة , وأن يتجنب قول الزور والعمل به , وأن يغض من بصره ويحفظ فرجه , وكذلك يتجنب المعازف وآلات اللهو بجميع أنواعها , فعن جابر - رضي الله عنه – قال :" إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب و المحارم , ودع عنك أذى الجار , وليكن عليك وقار وسكينة , ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء "0 3 3- معرفة أحكام الصيام ، حتى لا يقع المسلم فيما يفسد صومه وهو لا يدرى ، فينبغي على المسلم أن يسأل أهل العلم عما يشكل عليه من أحكام الصيام . 4- زكاة الفطر: وقد فرضها الله تعالى في رمضان صاعا من طعام الآدميين من تمر أو بر أو أرز أو شعير أو زبيب أو أقط 4 أو غيرها،ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : فرض رسول الله- - زكاة الفطــر من رمضـان صاعـا مـن تمـر أو صاعـا من شعير ...." . والحكمة منها أن فيها إحساناً إلى الفقراء ومواساة لهم ، وفيها تطهير للصائم لما يحصل في صيامه من نقص ولغو وإثم ، وفيها إظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام رمضان وقيامه، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: " فرض رسول الله- – زكاة الفطر طهرة للصـائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين..." رواه أبو داود وابن ماجة .
الثانية : الآداب المستحبة : 1- أن تستقبل رمضان بنية أن تصومه إيمـانا واحتسابا , وأن تفتح في أول ساعة منه صفحة جديدة في سجل أعمالك , ومعك العزم الأكيد علي التزود فيه بصالح الأعمال , فمن أدركه رمضان ولم يغفر له فقد خاب وخسر 0 2- إذا رأيت هلال رمضان فقل كما علمنا رسول الله – صلي الله عليه وسلم - : " اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام , ربي وربك الله هلال رشد وخير "0 رواه الترمذى وحسنه 0 وهذا الدعاء فى كل شهر ، وهو فى رمضان ألزم . 3- ومن آدابه المستحبة تأخير السحور , وأن ينوى بسحوره امتثال أمـر الله ورسوله – صلي الله عليه وسلم والإقتداء بفعله ليكون سحوره عبادة , وأن ينوى به التقوى علي الصيام ليكون لـه بـه أجر 0
4- تعجيل الفطـر:وذلك عند غروب الشمس ، فعـن سهل بن سعد أن النبي _ صلي الله عليه وسلم – قال : " لا تزال أمتي بخيـر ما عجلوا الفطر" رواه البخاري ومسلم. والسنة أن يفطر علي رطبـات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء كما في الحديث الصحيح , فإذا صلي المغرب تناول حاجته من الطعام 0 5- الدعاء عند الفطر وأثناء الصوم لأنها من الأوقات المستجاب فيها الدعاء , ففي سنن ابن ماجة عن النبي – ضلي الله عليه وسلم – أنه قال :" إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد"0 ضعفه الألبانى انظر ضعيف ابن ماجه . فثبت عنه – صلي الله عليه وسلم – أنه كان يقول عند فطره :" ذهب الظمأ , وابتلت العروق ,وثبت الأجر إن شاء الله " . رواه أبو داود وحسنه الألبانى صحيح أبوداود 2066 الإرواء920 . وكان يقول :" اللهم لك صمت وعلي رزقك أفطرت " . ضعفه الألبانى ضعيف أبو داود 510 . 6- أن يستحضر الصائم قدر نعمة الله تعالى عليه بالصيام ، حيث وفقه له وأتمه عليه ، فان كثيرا من الناس حرموا الصيام إما بموتهم قبل بلوغه ، أو بعجزهم عنه ، أو بضلالهم وإعراضهم عن القيام به ، فليحمد الصائم ربه على نعمة الصيام التي هي سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات ، ورفع الدرجات في دار النعيم . 7- لا تجعل شهر الصوم شهر فتور وكسل , فهو شهر جلد وصبر , يتسلح فيه المؤمن بقوة الإرادة , فينشط إلي العمل والكفاح0 8- قيام رمضان"التراويح" وهو سنة مؤكدة , وتسن فيها الجماعة , وله ميزة وفضيلة عن غيره في أى وقت آخر لقوله صلي الله عليه وسلم :" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "0 رواه الجماعة . وهي إحدى عشرة ركعة , وكان السلف - رضوان الله عليهم – يطيلونها , فكان القارئ يقرأ بالمئين من الآيات في الركعة حتى كانوا يعتمدون علي العصي من طول القيام , ويجب أن تؤدي بهدوء وطمأنينة , وعلي المأموم أن لا ينصرف حتى ينتهي الإمام من صلاة الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله , ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد . 9- اغتنام العشر الأواخر: ففي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: "كان رسول الله إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله"رواه البخاري وفي رواية لمسلم عنها قالت: "كان رسول الله – - يجتهد في لعشر الأواخر مالا يجتهد في غيره " . 10- يستحب في هذه الليالي التنظف والتزين والتطيب واللباس الحسن،قال ابن جرير : كانوا يحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر ، ومنهم من كان يغتسل ويطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر. 11- الاعتكاف : ففي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها : " أن النبي – – كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، وفى الاعتكاف قطعا لأشغاله وتفريغا لباله وتخلية لمناجاة ربه وذكره ودعائه ، فحقيقته قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بعبادة الخالق . 12- تحرى ليلة القدر: التي هي خير من ألف شهر لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن , والتي وصفها الله تعالى بأنها يفرق فيها كل أمر حكيم أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله سبحانه في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر وغير ذلك من الأوامر المحكمة . ومن فضائل هذه الليلة ماثبت في الصحيحين من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي- – قال :" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " أي إيمانا بما أعد الله من الثواب للقائمين فيها واحتسابا للأجر وطلب الثواب ، وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة والدعاء لما روت السيدة عائشة رضى الله أنها قالت للنبي – - : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال :"قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنى" . رواه الترمذى وابن ماجه وصححه الألباني .
13 - كثرة القراءة والذكر والدعاء والصلاة والصدقة , فروى البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنهما قال :" كان رسول الله – صلي الله عليه وسلم – أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فلرسول الله – صلي الله عليه وسلم – أجود بالخير من الريح المرسلة "0 وكان جوده صلي الله عليه وسلم يجمع أنواع الجود كلها من بذل العلم والنفس والمال لله عز وجل في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع لهم بكل طريق من تعليم جاهلهم وقضاء حوائجهم وإطعام جائعهم , وكان جوده يتضاعف في رمضان لشرف وقته ولمضاعفة أجره , وإعانة العابدين فيه علي عبادتهم , والجمع بين الصيام وإطعام الطعام0 لذا ينبغي علينا أن نقدم الخير للآخرين ما استطعنا . 14- العمرة : لما رواه ابن عباس رضى الله عنهما، أن النبي – قال : "عمرة في رمضان تعدل حجة" رواه أحمد وابن ماجة . 15- تجنب الإفراط في الأكل والشرب , فإن من حكمة الصوم التخفيف عن المعدة , فإنه ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه , ومتي شبع أول الليل لم ينتفع بنفسه في باقيه فيفوت المقصود من الصيام , فالمقصود منه أن يذوق طعم الجوع , ويكون تاركا للمشتهى0 16- استعمال السواك في نهار رمضان فكان النبي – صلي الله عليه وسلم– يتسوك وهو صائم 0 17- ختام رمضان : فقد شرع الله لنا في ختامه عبادات تزيدنا منه قربا ، وتزيد إيماننا قوة وفى سجل أعمالنا حسنات ، فشرع لنا التكبير عند إكمال العدة من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد ، قال تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" البقرة 185. وشرع الله سبحانه لعباده صلاة العيد وهى من تمام ذكر الله تعالى ، ومما شرعه الله عز وجل صيام ستة من شوال ، ففي صحيح مسلم من حديث أبى أيوب الأنصاري رضى الله عنه أن النبي – - قال : " من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر كله " 5
* * * لنتأدب بآداب الصيام , ولنتخلَّ عن أسباب الغضب والانتقام , ولنتحلَّ بأوصاف السلف الكرام , فانه لن يصلح أخر هذه الأمه الا بما صلح به أولها من الطاعة واجتناب الآثام . قال ابن رجب رحمه الله : الصائمون علي طبقتين 6: _ احداهما : من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالي يرجو عنده عوض ذلك في الجنة , فهذا قد تاجر مع الله وعامله والله لايضيع أجر من أحسن عملا بل يربح أعظم الربح . قال _ صلي الله عليه وسلم _ : " إنك لن تدع شيئا اتقاء لله الا أتاك الله خيرا منه " رواه أحمد . يا قوم ألا خاطب في هذا الشهر الي الرحمن ؟ ألا راغب فيما أعد الله للطائعين في الجنان ؟
من يرد ملك الجنـان فليدع عنه التواني وليقم في ظلمة الليـ ـل الي نور القران وليصل صوما بصوم إن هذا العيش فان إنما العيش جوار اللـ ـه في دار الأمان والثانية : من يصوم في الدنيا عما سوي الله فيحفظ الرأس وماحوي , والبطن وماوعي , ويذكر الموت والبلي , ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا , فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته . من صام بأمر الله عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الآخرة , ومن صام عما سوي الله فعيده يوم لقائه " من كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لآت وهو السميع العليم " يجب علينا الصوم عن شهوات الهوى لندرك عيد الفطر يوم اللقاء . " اللهم جمل بواطننا بالاخلاص لك , وحسن أعمالنا باتباع رسولك والتأدب بآدابه , اللهم أيقظنا من الغفلات , ونجنا من الدركات , وكفر عنا الذنوب والسيئات .
(رابعا) أحكام الصيام (1) معناه :_ *في اللغه :_ مصدر صام يصوم ، ومعناه : أمسك . قال الله تعالي :_ " اني نذرت للرحمن صوما " أى امساكا عن الكلام . ويقال صام الفرس اذ أمسك عن الجري . *في الشرع :_ هو إمساك بنية عن أشياء مخصوصة في زمن مخصوص من شخص مخصوص . - الإمساك بنية : أى بنية التعبد لله تعالى . _ الأشياء المخصوصة : هي مفسداته . _ الزمن المخصوص : من طلوع الفجر حتي غروب الشمس . _ أما الشخص : فهو المسلم العاقل البالغ غير الحائض والنفساء .
(2) أركانه : (1) الامساك : - عن المفطرات من طلوع الفجر الي غروب الشمس . لقوله تعالي : - " وكلواواشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل " . (2) النية : - أن تكون كل ليلة من ليالي رمضان قبل الفجر لتمييز صيام رمضان من صيام التطوع من النذر وغيره، لقوله – صلي الله عليه وسلم – " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له "، رواه أبو داود ، وصححه الألبانى انظر صحيح أبو داود للألبانى 2143 . وتكفى النية أول ليلة من رمضان ، والنية محلها القلب ، لذا يعتبر استيقاظه من الليل للسحور حتى يتقوى به على الصيام نية للصيام .
(2) حكمه : صوم رمضان واجب بالكتاب والسنة والاجماع . فأما الكتاب : قوله تعالي : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ، وقوله تعالي : _ " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " . والأمر يفيد الوجوب . أما السنة :_ فقوله _ صلي الله عليه وسلم _ : " بني الاسلام علي خمس شهادة أن لااله الا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا " . رواه البخارى ومسلم . وفي حديث طلحة ابن عبيد الله : " أن رجلا سأل النبي _ _ فقال : يارسول الله أخبرنى عما فرض الله علي من الصيام ؟ فقال : شهر رمضان . قال هل علي غيره ؟ قال : لا . الا أن تطوع " . رواه البخارى ومسلم . أما الاجماع :_ فقد أجمعت الأمه علي وجوب صيام رمضان وأنه أحد أركان الاسلام التي علمت من الدين بالضرورة وأن منكره كافر مرتد عن دين الاسلام . _ وكانت فرضيته يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية من الهجرة فصام النبى _ صلي الله عليه وسلم - تسع رمضانات 7. * حكم من لم يصمه : يحرم على من لا عذر له الفطر برمضان لأنه ترك فريضة من غير عذر 8 . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي _ _ قال : " من أفطر يوما من رمضان , في غير رخصة رخصها الله له , لم يقض عنه صيام الدهر كله وان صامه " رواه أبوداود وابن ماجة والترمذى . قال الذهبي : " وعند المؤمنين مقرر من ترك صوم رمضان بلا مرض , أنه شر من الزاني ومدمن الخمر بل يشكون في اسلامه , ويظنون به الزندقة والأنحلال . 9 * أما من أنكر فرضيته فهو كافر مرتد ، لأنه أنكر معلوم من الدين بالضرورة .
(4) بما يثبت الشهر : _ يثبت شهر رمضان برؤية الهلال ولو برؤية واحد عدل أو اكمال عدة شعبان ثلاثين يوما والدليل علي ذلك من القرآن والسنة : من القرآن : قوله تعالي : " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " . من السنة : _ (1) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : _ " تراءي الناس الهلال فأخبرت رسول الله _ صلي الله عليه وسلم _ أني رأيته فصام و أمر الناس بصيامه " رواه أبو داود , الحاكم , وابن حبان , وصححاه ، وصححه الألبانى . (2) عن عبد الله ابن عمر _ رضي الله عنه _ قال : " سمعت رسول الله _ صلي الله عليه وسلم _ يقول : " اذا رأيتموه فصوموا , واذا رأيتموه فأفطروا , فان غم عليكم فاقدروا له " متفق عليه . (3) عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما " . رواه البخاري ومسلم . وهذا الحديث تفسير للحدبث قبله " فاقدروا له " . وقال الترمذي : _ والعمل علي هذا عند أكثر أهل العلم . 10
(5) النهي عن صيام يوم الشك : - اذا لم يُرَ الهلال ليلة الثلاثين مع الصحو ، لم يصوموا وجوبا لانه يوم الشك المنهي عن صومه ، فعن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه : عن النبي قال : " لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم". رواه البخارى ومسلم . وما روي عن عمار بن ياسر_ رضي الله عنه _ قال : _ " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصي أبا القاسم _ صلي الله عليه وسلم _ " رواه أبو داود والترمذي . ذا ثبتت الرؤيه أو أكمل شعبان ثلاثين يوما تصلي التراويح وتثبت رؤيته بشهادة مسلم مكلف عدل ولو عبدا أو أنثي لحديث ابن عباس قال : _ جاء أعرابي الي النبي _ صلي الله عليه وسلم _ فقال:- اني رأيت الهلال . فقال :_ أتشهد أن لا أله الا الله وأن محمدا رسول الله ؟ قال :_ نعم , قال :_ فأذن في الناس يا بلال أن صوموا غدا " . رواة الخمسه , وصححه ابن خزيمة , وابن حبان .
(( أما هلال شوال فلا تقبل فيه شهادة العدل الواحد , عند عامة الفقهاء ، واشترطوا أن يشهد علي رؤيته اثنان ذوا عدل . إلا أبا ثور فإنه لم يفرق في ذلك بين هلال شوال وهلال رمضان , وقال :_ يقبل فيهما شهادة الواحد العدل . وقال ابن رشد :_ " ومذهب أبى بكر ابن المنذر هو مذهب أبي ثور وأحسبه مذهب أهل الظاهر " . وقد احتج أبو بكر ابن المنذر بانعقاد الاجماع علي وجوب الفطر ، والإمساك عن الأكل بقول واحد , فوجب أن يكون الأمر كذلك في دخول الشهر وخروجه ، اذ كلاهما علامة تفصل زمان الفطر من زمان الصوم " * وقال الشوكاني : _ " واذا لم يرد ما يدل علي اعتبار الاثنين في شهادة الافطار من الأدلة الصحيحة , فالظاهر أنه يكفي فيه قياسا علي الاكتفاء به في الصوم . وأيضا التعبد بقبول خبر الواحد , يدل علي قبوله في كل موضع الا ما ورد الدليل بتخصيصه , بعدم التعبد فيه بخبر الواحد ,كالشهادة علي الأموال ونحوها , فالظاهر ما ذهب اليه أبو ثور . * وان حال دون الهلال ليلة الثلاثين غيم أو قتر فصومه جائز ، لا واجب ولا حرام وهو قول طوائف من السلف والخلف وقول أبي حنيفة والمنقولات الكثيرة المستفيضة عن أحمد انما تدل علي هذا ولا أصل للوجوب في كلامه ولا في كلام أحد من الصحابة _ رضي الله عنهم_ . وما نقل عن الصحابة انما يدل علي الاستحباب , لا علي الوجوب لعدم أمرهم به , وانما نقل عنهم الفعل . * اذا صام المسلمون ثلاثين يوما , فلم يروا الهلال فعليهم بالفطر حتي لا يصوموا واحدا وثلاثين يوما * واذا صاموا ثمانية وعشرين يوما ثم رأوه قضوا يوما فقط لأن يوم العيد يحرم صومه . )) 11
فصل وجوب الصوم برؤية الهلال فقط ، وليست بالحساب الفلكي لأن الغاية رضي الله _ عز وجل _ والوسيلة اتباع النبي _ صلي الله عليه وسلم _ وعندنا الغاية مشروعة والوسيلة أيضا ينبغى أن تكون مشروعة . دليل ذلك : * حديث ابن عمر – رضى الله عنهما - يقول سمعت النبى _ صلي الله عليه وسلم _ يقول : " إنا أمة أمية . لا نكتب ولا نحسب . الشهر هكذا وهكذا وهكذا _ وعقد الإبهام في الثالثة _ أو هكذا وهكذا وهكذا _ يعنى تمام الثلاثين _ " . رواه مسلم . * يقول ابن عابدين : _ " لا عبرة بقول الموقتين في الصوم " . * يقول أ بو حنيفة :_" لا اعتماد علي قولهم " . " لا يعتبر ولا يطاع من يأمر الناس بالصيام علي الحساب الفلكي " . * يقول ابن عباس : _"نحن أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب " أميين في هذه المسأله . * لا يثبت الهلال بقول منجم ولا بحساب ولا بغيره وهو مذهب الشافعي ، ولو حدثت اصابة بهما . * يقول شيخ الاسلام ابن تيمية : _" من اعتمد علي الحساب كما أنه ضال في الشريعة مبتدع في الدين , فهو مخطئ في العقل والحساب فان العلماء يعلمون أن الرؤيا لا تنضبط بالحساب " . * ومن أدخل هذا في الاسلام هم الشيعه الاسماعيله وأول بدئه في الكوفة . * ويقول الشيخ العثيمين معلقا على الحديث : " إذا رأيتموه فصوموا " رواه البخارى ومسلم ، قال : وعلم منه أنه لا يجب الصوم بمقتضى الحساب ، فلو قرر علماء الحساب لمنازل القمر أن الليلة من رمضان، ولكنهم لم يروا الهلال ، فإنه لا يصام لأن الشرع علق هذا الحكم بأمر محسوس وهو الرؤية. 12 مسألة : 1- يقول ابن تيمية :_ من رأى الهلال وحده ولم يصدقه الامام فله حالات : _ (1) يصوم سرا ويفطر سرا ويصلي مع الناس صلاة العيد (وهو الأرجح ) . (2) يصوم سرا وحده ولا يفطر، لا يصح هذا الرأى لأنه لايجوز صيام يوم العيد . (3) يصوم مع الناس ويفطر مع الناس . وهو قول أحمد ورجحه ابن تيمية . (4) لا وجه لتكتمه فليعلم الناس . 2- اذا رأوا الهلال أوظهرت البينة بالنهار لزمهم الامساك ولزم قضاء ذلك اليوم علي من لم يبيت النية من الليل .
(6) اختلاف المطالع : - هذه المسأله خلافية الخلاف فيها معتبر يعذر المخالف فيه . * جمهور أهل العلم : إلي أنه لاعبرة باختلاف المطالع فمتي رأي الهلال أهل بلد لزم الجميع الصوم لقوله _ صلي الله عليه وسلم _ " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ......" . رواه البخارى . وهو خطاب عام لجميع الأمة فمن رآه منهم في أي مكان ، كان ذلك رؤية لهم جميعا وذلك لأن العبرة ببلوغ العلم بالرؤية وليس برؤية كل فرد . * وذهب اخرون : _ " الي أنه يعتبر لأهل كل بلد رؤيتهم , ولا يلزمهم رؤية غيرهم " واستدلوا بما رواه كريب قال : قدمت الشام ، واستهل على هلال رمضان وأنا بالشام ، فرأيت الهلال ليلة الجمعة ، ثم قدمت المدينة فى آخر الشهر ، فسألنى ابن عباس _ ثم ذكر الهلال– فقال : متى رأيتم الهلال؟ فقلت : رأيناه ليلة الجمعة ، فقال : أنت رأيته ؟ فقلت : نعم ، ورآه الناس ، وصاموا ، وصام معاوية ، فقال : لكنا رأيناه ليلة السبت ! فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين ، أو نراه ، فقلت : ألا تكتفى برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال : لا .. هكذا أمرنا رسول الله – - . رواه أحمد ومسلم والترمذى . ولكنه يردعليه : _ (1) الحجة في المرفوع –الحديث السابق – وليس في الاجتهاد لابن عباس . (2) ابن عباس لم يبلغه العلم برؤية الهلال . (3) ليس فيه دليل لكنه للعموم أفضل .
( خامسا) أقسام الناس في الصيام 13
(1) المسلم البالغ العاقل المقيم القادر السالم من الموانع : فيجب عليه صوم رمضان أداء في وقته لدلالة الكتاب والسنة والاجماع ، قال تعالي " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " . وقوله – صلي الله عليه وسلم :- " اذا رأيتم الهلال فصوموا " أما الكافر فلا يجب عليه الصيام ولا يصح منه لأنه ليس أهلا للعبادة , فاذا أسلم في رمضان لم يلزمه قضاء الأيام الماضية لقوله تعالي :-" قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " . واذا أسلم أثناء النهار لزمه الامساك وليس عليه القضاء .
(2) الصبي : فلا يجب عليه الصيام حتي يبلغ لقول النبي – صلي الله عليه وسلم – " رفع القلم عن ثلاث ... الصغير حتي يكبر..." . رواه أحمد وأبو داود والنسائى وصححه الحاكم . ولكن يأمره وليه بالصوم اذا أطاقه تمرينا له علي الطاعة حتي يألفها بعد بلوغه ، فقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم – يصوّمون أولادهم وهم صغار ، كما فى حديث الربيّع بنت معوذ حيث قالت : أرسل رسول الله – – صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من كان أصبح صائما فليتم صومه ، ومن كان أصبح مفطرا فليصم بقية يومه ، فكنا نصومه بعد ذلك ، ونصوّم صبياننا الصغار منهم ، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن 14 فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه ، حتى يكون عند الإفطار " . رواه البخارى ومسلم .
(3) المجنون : وهو فاقد العقل فلا يجب عليه الصيام لان العقل مناط التكليف للحديث السابق " رفع القلم عن ثلاث ... وعن المجنون حتي يفيق " ، ولا يلزمه القضاء ، لأنه ليس أهلا للوجوب . واذا كان يفيق أحيانا فيصوم هذه الأوقات . أما المغمى عليه فلا يصح صومه ، لكن يجب عليه القضاء لأنه مكلف .
(4) الهرم الذي بلغ الهذيان وسقط تمييزه :- فلا يجب عليه الصوم ولا الإطعام عنه لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه فان كان يميز أحيانا ويهزي أحيانا وجب عليه الصوم حال تمييزه .
(5) المريض أو العاجز عن الصيام عجزا لا يرجي زواله : - كالكبير والمريض مرضا لا يرجي برؤه , وكذلك أصحاب الأعمال الشاقة الذين لابديل لهم عن هذه الأعمال ، فلا يجب عليه الصوم لأنه لا يستطيعه لكن يجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن كل يوم مسكينا ويجوز أن يوزعه حبا بمقدار مدّ 15 أو أن يعد طعاما يوزعه علي المساكين أو يدعوهم اليه بقدر الأيام التي أفطرها * قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينا " رواه البخاري .
(6) المسافر :- اذا لم يقصد بسفره التحايل علي الفطر , فاذا قصد ذلك فالفطر عليه حرام والصيام واجب عليه , كذلك سفر المعصية لا تستباح فيه الرخصه . * فاذا لم يقصد التحايل فهو مخير بين الصيام والفطر سواء طالت مدة سفره أم قصرت , وسواء كان سفره طارئا لغرض أم مستمر كسائقي الطائرات والقطارات والأجرة ، " فمن كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر " * ففي الصحيحين عن أنس ابن مالك- رضي الله عنه – قال :- كنا نسافر مع النبي – صلي الله عليه وسلم – فلم يعب الصائم علي المفطر ولا المفطر علي الصائم " * وفي صحيح مسلم :عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال:- يرون أن من وجد قوة فصام فان ذلك حسن ومن وجد ضعفا فأفطر فان ذلك حسن " * وفي صحيح مسلم عن حمزة بن عمرو الأسلمى أنه قال :- " يا رسول الله أجد بي قوة علي الصيام في السفر فهل علي جناح فقال النبي – صلي الله عليه وسلم – هى رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه " * والأفضل للمسافر فعل الأسهل عليه من الصيام والفطر فان تساويا فالصوم أفضل لأنه أسرع في ابراء ذمته وأنشط له اذا صام مع الناس . * إذا كان في السفر مشقة فعليه الفطر لقول النبي – صلي الله عليه وسلم – للصائمين في رمضان مع السفر الشاق " أولئك العصاه , أولئك العصاه " . رواه مسلم وقوله " ليس من البر الصيام في السفر " . متفق عليه . * اذا نوى الصوم وهو مقيم ثم سافر أثناء النهار يجوز له أن يفطر قبل خروجه من محل اقامته ، ودليل ذلك مارواه عبيد بن جبير قال : ركبت مع أبى بصرة الغفارى فى سفينة من الفسطاط فى رمضان ، فدفع ، ثم قرب غداءه ثم قال : اقترب ، فقلت ألست بين البيوت ، فقال أبوبصرة : أرغبت عن سنة رسول الله – - ؟ . رواه أحمد وأبو داود ، بإسناد جيد . * اذا قدم المسافر الي بلده أثناء النهار وكان مفطرا فلا يصح صومه ذلك اليوم , ولكن هل يلزمه الامساك : فيها خلاف :- (ا) يجب عليه أن يمسك بقية اليوم احتراما للزمن ويجب عليه القضاء (وهو مذهب أحمد ) (ب) لا يجب عليه الامساك لانه لا يستفيد منه لوجوب القضاء عليه . قال ابن مسعود : من أكل أول النهار فليأكل أخره ( مذهب مالك والشافعي ورواية عن أحمد ). ولكن لايعلن أكله ولا شربه لخفاء سبب الفطر فيساء به الظن أو يقتدى به .
(7) المريض الذي يرجي برؤه :- وله ثلاث حالات :- (1) أن لايشق عليه الصوم ولا يضره : فيجب عليه الصوم لأنه ليس له غذر يبح الفطر . (2) أن يشق عليه الصوم ولا يضره : فيفطر لقوله تعالي : " ومن كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر " . ويكره له الصوم مع المشقة لأنه خروج عن رخصة الله- عز وجل- وتعذيب لنفسه , وفي الحديث " ان الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته " رواه أحمد وابن حبان وابن خزيمه في صحيحيهما. (3) أن يضره الصوم : - فيجب عليه الفطر ولا يجوز له الصوم لقوله تعالي :- " ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما " ولقوله – صلي الله عليه وسلم – " ان لنفسك عليك حق " رواه البخاري . ومن حقها أن لا تضرها مع وجود رخصة من الله تعالي ، ولقوله – صلي الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " رواة ابن ماجة والحاكم . * اذا حدث له المرض في أثناء رمضان وهو صائم وشق عليه اتمامه جاز له الفطر لوجود المبيح للفطر , واذا برئ في نهار رمضان وهو مفطر لا يصح أن يصوم ذلك اليوم لأنه كان مفطرا في أول النهار . * اذا ثبت بالطب أن الصوم يجلب المرض أو يؤخر برؤه جاز له الفطر محافظة علي صحته واتقاء للمرض . * فان كان يرجي زوال ذلك الخطر , انتظر حتي يزول ثم يقضي ما أفطر وان كان لا يرجي زواله فحكمه حكم القسم الخامس يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا .
( الحائض والنفساء :- فيحرم عليهما الصيام ولا يصح منهما لقول النبي – صلي الله عليه وسلم- في النساء : " ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من احداكن " قلن : وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله ؟ قال : " أليس شهادة المراة مثل نصف شهادة الرجل ؟ " قلن : بلي , قال : " فذلك نقصان عقلها , أليس اذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ " قلن : بلي . قال : " فذلك نقصان دينها " . متفق عليه . * واذا ظهر الحيض منها وهي صائمه ولو قبل الغروب بلحظة بطل الصيام ولزمها قضاؤه . * واذا طهرت من الحيض أثناء النهار لم يصح صومها بقية اليوم . * واذا طهرت في الليل في رمضان ولو قبل الفجر بلحظة وجب الصوم لأنها من أهل الصيام وليس فيها ما يمنعه ويصح صومها حينئذ ولو لم تغتسل الا بعد طلوع الفجر . * ويجب عليها القضاء بعدد الأيام التى فاتتها وفي حديث عائشة - رضي الله عنها – " كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة " رواه مسلم .
(9)المرأة اذا كانت مرضعا أو حاملا وخافت علي نفسها أو ولدها :- فانها تفطر لحديث أنس ابن مالك – رضي الله عنه – قال :- " قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم - :- ان الله وضع عن المسافر شطر الصلاة , وعن المسافر والحامل والمرضع الصوم أو الصيام " . أخرجه الخمسة ، واللفظ لابن ماجة وهو حسن . وعليها القضاء بعدد الايام التي أفطرت حين يتيسر ذلك ويزول عنها الخوف كالمريض اذا برئ .
(10) من احتاج الي الفطر لدفع ضرر غيره :- كانقاذ مسلم من غرق أو حريق أو هدم أو نحو ذلك ولا يمكنه انقاذه الا بالتقوى عليه بالأكل والشرب جاز له الفطر , بل وجب عليه الفطر حينئذ لأن انقاذ المعصوم واجب , ويلزمه قضاء ما أفطره . * ومثل ذلك من احتاج الي الفطر للتقوي علي الجهاد في سبيل الله سواء كان ذلك في السفر أو في بلده وعليه أن يقضي بعد ذلك . وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدرى – رضي الله عنه – قال : سافرنا مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم - الي مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم - : " انكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوي لكم ". فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر , ثم نزلنا منزلا آخر فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم - : " انكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوي لكم فأفطروا " وكانت عزمة فأفطرنا . ففي هذا الحديث إيماء الي أن القوة علي القتال سبب مستقل غير السفر لأن النبي – صلي الله عليه وسلم – جعل علة الأمر بالفطر القوة علي قتال العدو دون السفر ولذلك لم يأمرهم بالفطر في المنزل الأول .
* وكل من جاز له الفطر بسبب مما تقدم فانه لا ينكر عليه اعلان فطره اذا كان سببه ظاهرا كالمرض والكبير الذي لا يستطيع الصوم , اما اذا كان سبب فطره خفيا كالحائض فإنه يفطر سرا ولا يعلن فطره لئلا يجر التهمة إلي نفسه ، ولئلا يغتر به الجاهل فيظن أن الفطر جائز بدون عذر.
قضاء رمضان : ** كل من لزمه القضاء في الأقسام السابقة يقضي بعدد الأيام التي أفطرها والأولي المبادرة بالقضاء من حين زوال العذر لأنه أسبق الي الخير وأسرع في إبراء الذمة ويجوز تأخيره الي ما قبل رمضان الثاني ولا يلزم فيه التتابع ، والدليل قوله تعالى : " ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " البقرة 185 . يعنى فعليه عدة من أيام أخر ، ولم يقيدها الله تعالى بالتتابع ولو قيدت بالتتابع للزم من ذلك الفورية ، فدل هذا على أن الأمر فيه سعة 16.
* * ولا يجوز تأخير القضاء الي رمضان الثاني بدون عذر ودليل ذلك : 1- حديث عائشة رضى الله عنها قالت : " كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا فى شعبان " البخارى ومسلم . فقولها " ما أستطيع أن أقضيه " دليل على أنه لا يؤخر إلى ما بعد رمضان ، لأنها لا تسطيع أن تؤخره إلى ما بعد رمضان ، والاستطاعة هنا هى الا ستطاعة الشرعية . 17 2- أنه إذا أخره إلى بعد رمضان صار كمن أخر صلاة الفريضة إلى وقت الثانية من غير عذر . 18 * وإذا أخره بدون عذر كان آثما ، وعليه القضاء فقط ، وليس عليه إطعام لضعف الأدلة فى ذلك ، وظاهر الأية " فعدة من أيام أخر " أن الله تعالى لم يوجب إلا عدة من أيام أخر ، وهو رأى الحنفية . * وإن ترك القضاء لعذر حتي مات فلا شيئ عليه لأنها سقطت عنه بموته كمن مات قبل دخول رمضان لا يلزمه صومه ، أما إذا تأخر بدون عذر فعليه أن يقضى ويطعم . * فان تمكن من القضاء ففرط فيه حتي مات صام وليه عنه جميع الأيام لقوله – صلي الله عليه وسلم : " من مات وعليه صيام صام عنه وليه " . متفق عليه . ووليه وارثه أو قريبه ويجوز أن يصوم عنه جماعة بعدد الأيام التي عليه في يوم واحد , قال البخاري19 : وقال : الحسن إن صام عنه ثلاثون رجلا يوما واحدا جاز . * فان لم يكن له ولي أو كان له ولم يرد الصوم أطعم من تركته عن كل يوم مسكينا لكل مسكين مد بر .
(سادسا) مباحات الصيام : يباح للصائم أمور منها : (1) نزول الماء والإنغماس فيه : لما فى الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – " كان يصبح جنبا وهو صائم ثم يغتسل ". فان دخل الماء في جوف الصائم من غير قصد فصومه صحيح . (2) الاكتحال والقطرة ونحوهما :- مما يدخل العين سواء وجد الطعم في حلقه أم لم يجده لان العين ليست بمنفذ الي الجوف . (3) يباح له تذوق الطعام اذا لم يبلعه وأن يشم الطيب والبخور والمضمضة والأستنشاق لكن لا يبالغ في ذلك فعن لقيط ابن صبرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال " أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ فى الإستنشاق إلا أن تكون صائما " . رواه أبو داود والنسائى وصححه ابن خزيمة . (4) وكذا يباح له ما لايمكن الإحتراز عنه كبلع الريق وغبار الطريق ، وغيرها . (5) كمايباح له التسوك ، بل هو سنه كما سبق . (6) كما يباح له القبلة لمن قدر على ضبط نفسه ، لحديث عائشة رضى الله تعالى عنها قالت : " كان النبى يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ، وكان أملككم لإربه ". رواه البخارى ومسلم.20
( سابعا ) مفطرات الصوم 21 المفطرات ماعدا الحيض والنفاس لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة :- 1- أن يكون عالما غير جاهل . 2- أن يكون ذاكرا غير ناس . 3- أن يكون مختارا غير مضطر ولامكره . والمفطرات سبعة أنواع :- الأول :- الجماع وهو ايلاج الذكر في الفرج ، وهو أعظمها وأكبرها إثما فمتي جامع الصائم بطل صومه فرضا كان أو نفلا ثم ان كان في نهار رمضان والصوم واجب عليه لزمه مع القضاء الكفارة المغلظة وهى عتق رقبة مؤمنة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما الا لعذر شرعي كايام العيدين والتشريق أو لعذر حسي كالمرض والسفر لغير قصد الفطر فان أفطر لغير عذر ولو يوما واحدا لزمه استئناف الصيام من جديد ليحصل التتابع فان لم يستطع صيام شهرين متتابعين فاطعام ستين مسكينا لكل مسكين نصف كيلو وعشرة غرامات من البر الجيد , وفي صحيح مسلم أن رجلا وقع بامرأته في رمضان فاستفتي النبي – صلي الله عليه وسلم – عن ذلك فقال :- " هل تجد رقبة " قال : لا ، قال : " هل تستطيع صيام شهرين " (يعني متتابعين كما في الروايات الأخري ) قال : لا . قال : " فاطعم ستين مسكينا " . وهو في الصحيحين مطولا . الثاني :- انزال المني باختياره بتقبيل أو لمس أو استمناء أو غير ذلك , لأن هذا من الشهوة التي لا يكون الصوم الا باجتنابها كما جاء في الحديث القدسي :" يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي " . رواه البخاري . فأما التقبيل واللمس بدون إنزال فلا يفطر لما في الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها أن النبي – صلي الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ، ويباشر وهو صائم ، ولكنه كان أملككم لإربه . * أما ‘ذا باشر فأمذى ، أو استمنى فأمذى: – ىالمذى هو : ماء رقيق يحصل عقيب الشهوة بدون أن يحس به الإنسان عند خروجه ، وهو نجس _ لا يفسد صومه , وصومه صحيح وهو رأى الشيخ العثيمين ، وقال : أن هذا اختيار شيخ الإسلام ، والحجة فيه عدم وجود الحجة ، لأن الصوم عبادة لا تفسد إلا بدليل ، وهو قول أبو حنيفة والشافعى .22 وكذا الإنزال بالإحتلام أو بالتفكر المجرد عن العمل لا يفطر لأنه بغير اختيار الصائم ، والتفكير معفو عنه للحديث : " إن الله تجوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " . متفق عليه . الثالث :- الأكل أو الشرب , عن طريق الفم أو الأنف لقوله تعالي " وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام الي الليل " الرابع : - ما كان بمعني الأكل أو الشرب مثل الابر المغذية التي يكتفي بها عن الأكل والشرب لانها إن لم تكن أكلا وشربا حقيقة فانها بمعناهما فتثبت لها حكمهما . الخامس :- إخراج الدم بالحجامة لقوله – صلي الله عليه وسلم – " أفطر الحاجم والمحجوم " رواه أحمد وأبو داود وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود 2076 . من حديث شداد بن أوس قال البخاري ليس في الباب أصح منه وهذا مذهب الامام أحمد وأكثر فقهاء الحديث . السادس :- التقيؤ عمدا لقول النبي – صلي الله عليه وسلم – " من ذرعه القيئ فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض " رواه الخمسة الا النسائي وصححه الحاكم . السابع :- خروج دم الحيض والنفاس لقول النبي – صلي الله عليه وسلم – في المرأة أليس اذا حاضت لم تصل ولم تصم " .
( ثامنا ) بعض الفتاوى الهامة : -
أولا : فتاوى اللجنة الدائمة _ المجلد العاشر _ : _ 1- الفتوى رقم (386) س : هل يجوز للمسلم الاعتماد في بدء الصوم ونهايته على الحساب الفلكي، أو لابد من رؤية الهلال؟ ج : الشريعة الإسلامية شريعة سمحة وهي عامة شاملة أحكامها جميع الثقلين الإنس والجن، على اختلاف طبقاتهم علماء وأميين أهل الحضر وأهل البادية، فلهذا سهل الله عليهم الطريق إلى معرفة أوقات العبادات، فجعل لدخول أوق | |
|
ابو بلقيس عضو ذهبي
عدد المساهمات : 541 نقاط : 6264 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 04/12/2009 الموقع : عـــــــــــــــــــــــــــــدن
| موضوع: رد: ملف كامل عن الصيام الخميس يوليو 22, 2010 5:00 pm | |
| - الفضلي* كتب:
- احسنت وبارك الله فيك ونفع بك المسلمين ...وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك وحسنات والديك كما اسأله عزوجل ان لايحرمك اجر ذلك......
كما اشكرك أخي أبو بلقيس على مواضيعك الحلوة والمفيدة ودمتم في حفظ الله ورعايته
شكراً لك اخي الفضلي* على ردك المتواضع والجميل تحياتي | |
|