( يقال أن طيار سقطت به طائرته داخل قرية ..
أول مرة يشاهدها ..
لم يسمع عنها من قبل .. ولا يذكر لها مكانا وسط الخريطة ..
لفت نظره نظام المباني فيها .. ولونها الموحد ..
والشيء الملفت فعلا أنها بلا نوافذ ...
والاكتشاف المرعب أن سكان هذه القرية .. كلهم (( أكفّاء ))
لا يبصرون ..
بسبب وباء حل في الأجداد ثم استمر في النسل كله ..
أخذ الطيار يصف لهم الحياة ..
فيقول : انظروا الي الشمس فيقولون : ما الشمس ؟
فيقول : لونها أصفر .. فيقولون : ما معنى أصفر ؟ ..
يقول : ما أجمل السماء !
فيحل بهم العجب .. وما السماء ؟
وهكذا استمر في التحدث والوصف حتى حدثت بلبلة بين الأهالي ..
وخرجت مشكلة عدم الرضا بالحال ...ورفض الواقع ..
وكحل لهذه المشكلة ..
قرر حكماء القرية قرار بشع ..
ماهو ؟؟
تخيلوا ...
( أن تفقع عيني الطيار )
أقدم اعتذاري لذوي المشاعر المرهفة ..
السؤال الآن ..
في كل مجتمع .. يخرج دعاة التغيير .. يختلفون خيرا وشرا ..
مهما كانت أهدافهم ..
ـ ما حدود تقبلنا لواقعهم الذي يدعوننا إليه المختلف عن واقعنا ..
ـ ما ذا نفعل مع من نختلف معهم في أفكارهم .. ؟
هل ننبذهم ... نسخر منهم .. أم نحاول تقريب وجهات النظر .. ؟
هل نأخذهم بمبدأ .. من يختلف معي هو عدوي .. ؟
أو كن معي و الا فأنت ضدي ..
ـ ما الحل إذا اختلفنا ..؟
ـ ما رايكم أنتم ؟