ازدادت حدة مخاوف خبراء الآثار من انهيار مدينة صنعاء القديمة وشطبها من قائمة التراث العالمي - التي أعلنتها اليونسكو في العام 1986- جراء الزحف العمراني الذي يهدد هوية المدينة وأصالتها فضلا عن هبوط شوارعها وتعرض المئات من منازلها التاريخية للسقوط. وكشف تقرير رسمي حديث صادر عن مديرية صنعاء القديمة أن 370 منزلا في المدينة معرض للانهيار بينما تعرضت ستة منازل مكونة من عدة طوابق للانهيار الكامل. ويرى الكاتب الصحفي حمزة الحضرمي أن 30% من المنازل بدأت في التآكل وظهرت عليها عوامل الشيخوخة نتيجة الإهمال وعدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية. وأرجعت الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية الأسباب إلى تسرب المياه من قنوات الشرب وأنابيب الصرف الصحي إلى أساساتها فظهرت التشققات فيها بشكل جلي. المباني الحديثة تزحف باتجاه صنعاء القديمة (الجزيرة نت) وذكر رئيس الهيئة عبد الله عيسى أنه تلقى مائة طلب لترميم منازل، بعضها يعاني من تصدعات وأخرى تحتاج لتدخل سريع يحول دون انهيارها أو تهدم أجزاء منها.
مخاوفه من أوجه الحداثة التي قال إنها بدأت تغزو صنعاء القديمة وتقضي على أبرز أشكال العراقة والأصالة فيها. وأضاف أن المدينة القديمة تحفة معمارية تتميز بهندسة فريدة، ورغم أنها قديمة ما زالت تتمتع بالحياة النابضة وهذا ما نحاول الحفاظ عليه من الغزو العمراني المعاصر، حسب قوله. وتعد حارات المفتوني والطواشي وغرفة القليس من أكثر الأماكن التي تضم مباني متضررة وشوارع هابطة. وبحسب المهندس محمد الديلمي فإن توقف الصيانة الدورية للشوارع والمساحات المرصوفة ومعالجة الأضرار الناتجة عن سوء الرصف قد أدى إلى انحباس الرطوبة وبالتالي حدوث الهبوط في تلك الشوارع والأزقة الضيقة. انقراض البساتين وكانت منظمة اليونسكو قد كشفت في تقرير لها أن الكثير من المباني الجديدة يتم بناؤها في البساتين والحدائق والمساحات الخضراء التي تشتهر بها صنعاء القديمة منذ بنائها قبل خمسة قرون. وانتقد التقرير ظهور النافورات والآبار المهجورة وخزانات المياه المهدمة والصحون اللاقطة (الستلايت) التي بدأت تغزو أسطح المنازل وأصبحت سمة ملازمة لهذه المدينة العتيقة.