احبتي الكرام
تعالوا بنا نوقف ونتأمل في احد الدروس والعبر من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو موقف مبكي ومؤثر لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد
الموقف هو عندما وزع الرسول صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم حنين
فبدأ في قسمة الغنائم، وأعطى من أعطى، أعطى الطلقاء، أعطى الذين فروا، أعطى المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، والأمر -الحقيقة- مؤثر يا أخوان كما تعلمون، ولكن كان في ذلك حكمة عظيمة جدا، حيث أراد أن يسترق قلوب هؤلاء، وفعلاً، حتى كما ورد أن صفوان بن أمية يقول: "أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الخلق إلي، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الخلق إلي".
جاءه أبو سفيان فقال: "أعطني يا رسول الله"، فأعطاه مائة من الإبل. قال: "أعط ابني معاوية مثلها" فأعطاه مثلها. قال: "أعط ابني يزيد مثلها" فأعطاه مثلها، فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر .
ولما وزع الرسول صلى الله عليه وسلم الغنائم، وكما رأيتم، يعطي الأعرابي مائة من الإبل، ثم مائة من الإبل، ثم مائة من الإبل، وهم الذين لم ينصروه، بل ما دخلوا معه معركة إلا هذه المعركة، وفروا، ثم وزع كل هذه الغنائم -على كثرتها- ما أعطى الأنصار شيئا واحدا منها.
اللي شد انتباهي وهو الموقف المبكي ماهو كان موقف الانصار ياترى ؟
سعد بن عبادة رضي الله عنه فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، ترى مشكلة وقعت: الأنصار الآن يتحدثون فيك، وقعوا في نفوسهم، يقولون إيش معنى أنه ما أعطانا، أعطانا في كل الغزوات إلا هذه الغزوة؛ ألأنه فتح مكة أصبح ما هو محتاجا إلينا؟" يعني: مستعد يجلس عند قومه في مكة، بعد أن آويناه، وبعد أن جلس عندنا كل هذه السنوات ونحن ننصره ونؤازره، ما يعطينا شيئا؟! أدرك الموقف" قال له سعد: "يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم؛ لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء".
الله أكبر! والله فعلاً موقف عظيم قال له الرسول صلى الله عليه وسلم " فأين أنت من ذلك يا سعد؟ " ( ) (وأنت؟) فكان أجاب بصدق وصراحة وقال له: "ما أنا إلا من قومي" قال له الرسول: "الآن أنت تخبرني عن الأنصار، وأنه صار في نفوسهم شيء، وأنت يا سعد؟" قال: "ما أنا إلا من قومي" صحيح. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم " فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة " ( ) قال: "فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة" قال: "فجاء رجال من المهاجرين، فتركهم يدخلون.
هنا أتى الموقف المبكي الذي دائما كلما اتأمله واتفكر فيه
فلما اجتمعوا له؛ أتاه سعد فقال: "قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار" فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: " يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: "بلى، "الله ورسوله أمَنّ وأفضل" ثم قال: ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ قال: "أجيبوا" قالوا: "بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المن والفضل." قالصلى الله عليه وسلم أما والله - " ( ) بدأ يحكي ما في نفوسهم صلى الله عليه وسلم " أما والله لو شئتم لقلتم، فلصَدقتم ولصُّدِقتم: "أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك". أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار، أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده؛ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا؛ لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار ".
اللهم صلي على محمد ماتعاقب الليل والنهار وماغرد طير وطار