كنت أقرأ حزني في ليلة باردة
وكانت الذكريات قد تلاعبت بي كثيراً
وأصرت إذ أوقفتني زائراً لكم من جديد..!
وبينما كنت أقلب صفحات مجد خالدة
في تاريخ لاعبين قدموا للكرة اليمنية الكثير
أجد قلمي يتوقف رغماً
ليملي علي حباً وتقديراً
لظاهرة الكرة اليمنية التي أهدت المحبين كل ما يمكن أن يوصف بمدهش..!
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
ــ
أقرر أن أنطلق لأكتب..
ولكن
قلمي يتعثر في البداية
غير أنه لا مناص من وصول النهاية !
لن أتراجع هذه المرة
فقد أردت أن أثرثر كلاماً لا يصح قوله إلا لرمز رائع،
ولكني مراراً ما أتلعثم عندما يتعلق الأمر بوصف البدائع.. ؟
مجدداً
أجدني اتعثر
ولكني لن أصمت دهراً
لآتيكم بحديث يكون تقييمكم في حقه صفراً
فيسود وجهي بينكم
كلون الخظ الذي أتخذته لمقدمتي حِبراً ،،
وسأبدأ ..
----
---
حين يفترش ضباب الواقع بهاء الذكريات المستنيرة،
تولول النفس، وترنو لماضيها القريب البعيد،
مع هذا اللاعب
تغيـر مفـهوم الجنـدي المجـهول
إلى مفهـوم الجنـدي المعلـوم،
الذي لجمـالية وانسيابية الأداء معـه نصيـب،
أنه العفروور
خــالد عــبده محـمـد عــفــارة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنفـاس الذاكـرة في حواري الشيخ عثمان وأزقتها
تتحدث عن ولادته في العام 1969م
مرت سنوات قليلة ..
لا شيء كبير يحدث ..
فقط
غـلام صغيـر يلاحـق كرات اللاعبيـن فـي كل تمرين للنادي؟
ولكن
بدا وللوهلة الأولى من لمسه للكرة..
أن المستطيل الأخضر على موعد مع نجـم مـن طيـنـة خـاصـة ..
1987م
كانت الذكرى الأولى للعفرور مع الوحدة العدني
ومنذ البدايات مع النادي
بدأ وكأنه أخذ العهد على نفسه وإلينا متسارعاً نحو الأمل
ممعناً نحو الخلود في ذاكرة أبناء النادي ..
فحٌق للنفس أن تسافر معه إلى اللاانتهاء
وذلك بسبب زخمه الذي لا ينضب..
وبعد قضاءه لثمانية أعوام في صفوف الأخضر العدني
أنهى مسيرة حافلة بالمجد والتحدي ..
----------
1996
عندما بدأ أن محطة الترحال تلقي أكنتها نحو الغياب عن الوحدة (النادي الأم)
بدت تقترب لحظة شروق في مكان آخر
فقد قرر العفرور الرحيل والاحتراف ..
الكثير راهن على خسارة تجربة احترافية للاعب يمني
فاللاعب اليمني (بطبيعة الحال) غير مؤهل ..
ولكن
مع عفارة .. لم يكن لخذلان الأمنيات مكان أو موضع؟؟
ذهب كليث أسمرٍ يبتسم منثالةً عليه حــراب الغــادريــن
ومزمجرة أنياب الشامتين،
ولكنه كان هناك
يذود ليعود
إني رأيته .. في تضامن صور لبنان ..
يستقر على الذي كان،
كما أشجار النخيل،
التي قد تميل
ولكن تعجز عن قلعها العاتيات
------
-----
أما الحديث عن عفرور المنتخب
فقد تكون كل المعادن بحاجة لمن يروج لها
ولكنه كان (حقاً) من ذهب.. !
ألا تتذكرون (وزير الدفاع)؟؟
لاعب (بأكثر) من سبعين مباراة دولية
ماذا لدينا بعد..
سيرة حافلة بالمجد والتحدي..
ورجل يحافظ على مستوى مدافع (أكثر من لائق)
طوال عشـــرين عــامـــاً.. ؟؟
هل شاهدتم أمثال هذا في بلادنا أيها السادة ؟؟؟
أرجو الإجابة والإفادة ؟؟
أتعلمون
لفترة أزعم أنها "طويـلــه"
ما من لاعب كان بمقدوره أن «يجسد معنى المدافع الحقيقي» عندي
ويجعلها تطفح بكل مدلولات المدافع من شخصية وصلابة وعقلية كخالد..
إذ كيف أصبحت كرتنا اليمنية بكل انديتها
خالية من مدافع بحجمه؟
أحاول أن انبش بهدوء عن السبب؟
واننظر إليه على اعتبار وجود حكمة مفترضة،
أو سبب مجهول أفترضه؟
صدقوني
لم أكن لأنبش إلا صوب منتهى محسوم سلفاً،
ووعد لم يكن مفعولاً..!
حقيقة : أن اليمن أنجبت مدافعين حقيقين
ليست إلا ملهاة تستحق ذهن المؤمنين بها.!
فلم نكن نشعر مع غير عفارة .. بمدافع حقيقي؟؟
مثل هذا القول
سيبدو للكثيرين عتيقاً ومتحفياً،
وسأطلب ـ حينها ـ منهم أن يضعوا «البديل المودرن» له.
----
---
آآهٍ عليك ياتاريخ
لوأنك لم تـُدر ظهرك راحلاً كالذي بنفسه غاية ادركها بعد أن شاخ ..
وآآهٍ عليك ياتاريخ
لوأنك أخبرتهم بأنها مزينة حتى احترق الجمال من كونها أجمل بعد العفارة ؟
من للوادي من يوجهه !!
ومن لزاهر فريد .. من يخفف عنه ويواسيه ؟؟
من لعشاق كرتنا مثل هذ المدافع
في الوقت الذي ملأت ملاعبنا الهواة وأشباه المدافعين؟؟
عفــــارة.. السيمفـونـيـــة الأخيـــــرة 28/10/2010
وفي مباراة السنغال ومنتخبنا اليمني الودية ..
أعلنت الأزقة العدنية حالة الطوارئ..
الجميع يتحدث أن عفارة سيعلق حذاءة ويعتزل؟
كان يومها يستعد لأن يركل الكرة للمرة الأخيرة في حياته كلاعب؟؟
في الواقع!
أصريت على حضور هذه الوداعية .. !
ورأيت عفارة بأم عيني؟؟
شاب في مقتبل العمر يقول:
(لا أريد أن أرى الدموع في عينيه)
إنه كبير
ولا يمكن أن ينكسر ..؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كنت أتسائل في قرارة نفسي وأقول .؟
هل سنرى في يوم ما بديل يذكرنا بسحره ؟
عفارة ؟
هل كنت تريد أن تقول وداعاً
ولاتنتظروا بعد يومنا هذا شيءٍ بهِ تفرحون
أم أنك وددت إلقاء تحيتك بشموخ الكبار ,
مودِعاً , متأسفاً , متالماً ..
فياأسد توارى بعيداً عن أعين البشر ..!
خالد
رحل مُخلفاً للكرة اليمنية أداء اخاذ
لواحد من أفضل مدافعين مروا على المركولة في البلاد؟
فمنذ العام 1988م وحتى 2006
كان خالد الملهم للاعبي المنتخب
والمدافع الأمين الذي ستر عورات دفاعات اليمن (المتهالكة)
وفي بطولة خليجي 20 الأخيرة
وفي كل مبارياتها
شاهد الجميع مأتم دفاعتنا
مأتم .. يرتدي من خلاله كل مدافعينا أقنعة ضاحكه
ببلاهة وغباء يدخلون إلى هذا المأتم
غير آبهين لشيء
أو - لا يجرؤون أن يأبهوا - !!
عذراً خالد
عذراً إن تحدثت عنك بهذا الإيجاز
فثمة ما يستدعي التثمين في مضامين الكلمات القليلة
ولو أن الكلام بحقك إجمالاً لن يليق كثيرة والقليل
إنتهى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومـضـــة :
لا زِلتُ في النص ، أتعقّب أولئك الذين سيعبرون !!
فمن منكم سيسقي عطـشي وعطش الساحرة ؟
ومـن سيوقف بكاء المجنونة ,, ؟
والسلام عليكم أيها العابرون من هنا