بسم الله الرحمن الرحيم
هرمنا مع هذه الكتناتشيو!في تحليل العقم الهجومي اليمني
عناوين الموضوع:كتناتشيو يمنية...!
هرمنا......ونحن نشاهد هذا النجم التاريخي!
5+5=9!
في فايدة ياصفية!!
خاتمة.
ملاحظة خارج الموضوع.
كتناتشيو يمنية...![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال لي الحاج سعيد عبده وهي يجلس على سرير من الخيزران في منطقة القطيع في عدن بينما تمسك يده المعروقة بجهاز تحكم عن بعد وهو يتنقل من قناة رياضية إلى أخرى..... قال.....عام 1949 كان عاما مأساوياً على الكرة الإيطالية فقد تحطمت طائرة فريق تورينو وهو في طريقه من البرتقال (هكذا نطقها) الى ايطاليا بعد مبارة ودية هناك مع فريق بنفيكا. أستطرد قائلاً، في هذا الحادث خسرت ايطاليا مجموعة من المع نجومها لا سيما في خطي الوسط والهجوم، إذ كان فريق تورينو متسيداً للكرة الايطالية انذاك ورافداً رئيسياً لمنتخبها الوطني.......أخذ نفسا عميقاً وقال..........ومنذ ذلك الحين ولبعض الوقت وجدت الكرة الايطالية نفسها رهناً للطرق الدفاعية نظراً لتلك الخسارة الفادحة التي أدت الى عقم هجومي على مستوى وطني....أكملت قائلاً وأنا أشعر بالملل من تلك القصة المعادة........ورأينا بعدها طريقة الكتناتشيو (تعني حرفياً مقبض الباب) الشهيرة وتوالت علينا سنوات من كرة ايطالية مملة حتى تفجرت مهارات هجومية جديدة متمثلة في باولو روسي (خريج السجون) وغيرهم من نجوم الكرة الايطالية. أردفت قائلاً....حسناً.. لكن ماعلاقة كل هذا بمبارتي منتخبنا مع المنتخب العراقي يا عم سعيد؟.....قال والعجب في عينيه........نحن نلعب كتناتشيو بالفطرة ومع هذا نستقبل الأهداف، جبلنا على هذه الطريقة مع أن منتخبنا – ولله الحمد – لم يتعرض الى أي حادث من قبل أو حتى (تاير بنشر عليه) . فلماذا اذاً ندافع وندافع وندافع حتى بات من الممكن تحويل نصف ملعب الخصم مدرجاً للجماهير! قلت هذه - لعمري - نقطة هامة تنكأ جرح الخط الأكثر اسعاداً للجمهور وأنا لا أعني هنا خط التحرير باب اليمن بطبيعة الحال ولكني أعني خط الهجوم بكل تأكيد! ولهذا الموضوع استطراد وتفصيل فيما يلي من سطور وأحرف.
* الصورة لفريق تورينو عام 1949
هرمنا......ونحن نشاهد هذا النجم التاريخي![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في حقيقة الأمر أعتبر نفسي من المشجعين الذين هرمو وهم يشاهدون علي النونو....تابعته منذ أيام الدراسة وحتى الماضي القريب وقد بدأت الشعيرات البيضاء تغزو رأسي. لكن مايثير عجبي أن البعض يهاجم علي النونو لأنه تسيد مقدمة هجوم المنتخب اليمني لردح من الزمن...لكن ماذنب الرجل اذا كان الأفضل لهذا المركز الذي لم يزاحمه فيه أحد لمدة عقد تقريباٌ. علي النونو يستحق التقدير بل والتكريم لحفاظه على موقعه كهداف تاريخي للكرة اليمنية في وقت ظهرت فيه نجوم وأفلت غير مأسوفاٌ عليها وظل هو محافظاٌ على وجوده في الملاعب مع اداء لابأس به وأخلاقيات ملعب فرضت احترامه..... وبما ان الشئ بالشئ يذكر يجب أن لا نظلم هذا النجم ومن الضروري أن تُزال ملابسات عدم انضمامه للمنتخب الوطني مؤخراٌ حيث تناقضت روايات أطراف القضية وكانت الحقيقة هي الضحية الوحيدة لتلك الزوبعة.
حسناً، موضوعنا هنا ليس علي النونو وأنما الموضوع هو غياب المواهب الهجومية على مستوى المنتخبات الوطنية اليمنية....فنحن -ويالحسرة - إن أجدنا في الدفاع لم نجد من يهز شباك الخصم حتى صرنا نصرخ
"هدف.... هدف يا عالم ولو جبر خاطر ولو من باب المجاملة وأصول الاتيكيت"...لكن هيهات هيهات.... فكأنما مشاهدة حارس مرمى واحد طوال المباراة هو قدرنا ومصيرنا أصبحت أعيننا مبرمجة تلقائياً على منظر سالم عوض وهو واقف بيأس بين الخشبات الثلاث!....ولكن...السؤال الذي يطرح نفسه هنا وبمنتهى القوة بل والصلف...هو....ماهو أصل هذه المشكلة؟....ولماذا نعطي حراس مرمى خصومنا اجازات مفتوحة.... بدون أهداف؟
5 + 5=9![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نظرة سريعة على مباريات كرة القدم في حصص الألعاب الرياضية في مدارسنا اليمنية تجعلنا نخرج بعدة استنتاجات الأول هو أن الغالبية العظمى من اللاعبين ترتدي الرقم 10 والثانية هي أن كل اللاعبين تقريبا يحبذون أن يلعبو في خط الهجوم حتى أن جل اللعب نجده قريباً من أحد المرميين وسط عاصفة غبار عارمة في ظل انعدام واضح للخطوط الثلاثة المعروفة لكرة القدم....وهذه معضلة تلخص بعض مشكلتنا...الا وهي غياب صانع الألعاب وغياب التنشئة والتأهيل في اطار اعداد مواهب في مختلف المراكز...ويحضرني هنا قول أحد المدربين الذي أشار ناصحاً أن الناشئة يجب أن يحبوا الأرقام 8 و 9 كحبهم للرقم 10 بل يجب أن يتعلمو بأن 5+5=9 وليس 10!....بمعنى أنهم يجب أن يدركو أهمية مركز صانع اللعب وأن يلقو الدعم والتحفيز للعب في ذلك المركز لأنه يعتمد -أي مركز صانع اللعب- على الخبرة التراكمية التي تعزز من رؤية اللاعب للملعب واجادته لفنون التمرير وفتح الثغرات في خطوط دفاع الخصم.
على هذا الأساس، فأن وجهة نظري المتوضعة للغاية تقول أننا لا نعوز حقاً المواهب الهجومية ولكننا في الواقع في أشد الحاجة لصانعي العاب ولاعبي خط وسط قادرين على مد المهاجمين بفرص احراز الأهداف وبامدادات هجومية تمنح بعض التوازن لطرقنا الدفاعية العقيمة.....ولنا في كأس العالم 1998 عبرة فقد كان من يصنع الفارق في المنتخب الفرنسي النجم زين الدين زيدان بتمريراته السحرية وبسيطرته على مقاليد خط وسط منتخب الديوك وصولاً الى الفوز بكأس العالم وتتويج اللاعب جزائري الأصل بطلاً قومياٌ لبلاد فولتير...... هذا لا ينفي -من ناحية أخرى- أن المواهب الهجومية تحتاج أيضاً للصقل والتوجيه لكي تصبح فعالة وقادرة على المساهمة في نهضة كروية....ولو نسبية!
في فايدة يا صفية![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كي لا نكون سلبيين نتحدث عن المشاكل بدون طرح الحلول، يجب أن نصبو دائما الى الحلول الواقعية التي يمكن تنفيذها لحل المشكلة الهجومية للكرة اليمنية، من هنا مجموعة النقاط في الأسفل ليست نتاج تخديرة قات ولكنها نتاج بحث وتقص مختصر للوصول إلى أطار واقعي ضمن وضع حلول واعدة لمشاكل متجذرة في صلب كرتنا المريضة كما يلي:
تأهيل مُدرسي الرياضة في المدارس لأكتشاف المواهب في خطي الوسط والهجوم وتوجيها ضمن اطار تطوير المهارات الموجودة ورفع الوعي التكتيكي ولو نسبياً.
الاستفادة من المخيمات الصيفية في رصد المواهب وتطويرها.
توعية كشافي الأندية -ان كان هناك كشافين- بطرق البحث عن المواهب ورصد أفضلها لمختلف الخطوط.
أسناد مهمة تدريب الأشبال والناشئين لمدربين مؤهلين من الإتحاد الأسيوي أو الدولي مع شهادات تدريب معتمدة (بعض مدربي المنتخبات الوطنية لا يوجد لديهم أي شهادات!!!).
تطوير ثقافة اللاعبين عن طريق المحاضرات التكتيكية، تحليل المباريات...الخ.
زرع قيم الإجتهاد وتطوير الذات لدى اللاعبين.
في ضل المصاريف المهولة لاتحاد كرة القدم على اشياء اقل مايقال عنها بأنها عديمة الفائدة، سيكون من المفيد انشاء مدرسة لكرة القدم تهتم بتأهيل المواهب الواعدة واعدادهم اعداد علميا سليما للمنتخبات الوطنية.
ابرام اتفاقيات التعاون مع مدارس كرة القدم العالمية مثل مدرسة الأرسنال الانجليزي على سبيل المثال (لندعو الله أن يمن على بلادنا بنعمة الأمن والأمان وأن يصبح بالامكان توقيع هكذا اتفاقيات!!).
خاتمةفي ضل أوضاع حالية أقل ما يقال عنها أنها قاتمة، أي جهد تقويم وتطوير يصطدم بمعوقات وعقبات لا حصر لها...لكن يجب أن لا تكون محبطات الوضع الحالي -فرامل- كسل واحباط بل يجب أن تأخذ كفرصة لاستراحة محارب نحاور فيها النفس ونستخلص منها العبر. وما جهود البحث عن جوانب القصور والاتيان بطرق تقويمها الا جانب يسير من هذه الجهود....
ملاحظة خارج الموضوع![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جهد يشكر عليه فرع اتحاد كرة القدم في محافظة عدن يتمثل في اقامة بطولة المرحوم المريسي، لكن بالنسبة لشخصي المتواضع وللعديد من مشجعي كرة القدم العدنية بشكل خاص، ترتبط البطولة بشكل روحي بملعب الشهيد الحبيشي الذي أصبح أطلالاً نبكي فيها على أمجاد الكرة العدنية.....
والله يسامح اللي كان السبب! من وحي هذا الواقع سأقتبس المقولة الشهيرة للزعيم المصري مصطفى كامل (لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً) ولقلت
"لو لم أكن مشجعاً لكرة القدم اليمنية....لحمدت الله سبحانه وتعالى وذهبت للنوم قرير العين!!"هذا ودمتم في حفظ الله.