منتخب الـ"مانشافت" يهزم فريق الكنغر برباعية نظيفة تناوب عليها بودولسكي وكلوزه ومولر وكاكاو في مباراة تشهد طرد الأسترالي كيم كاهيل.
AFP
لوف يتحدث عن حظوظ ألمانيا
حافظ المنتخب الألماني على تقليده وسجله المميز في مبارياته الافتتاحية في نهائيات كأس العالم بعدما تغلب على نظيره الأسترالي 4-صفر الأحد على ملعب "موزيس مابهيدا" في دوربن في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال 2010.
وتصدرت ألمانيا ترتيب المجموعة الثالثة بفارق الأهداف عن غانا التي تغلبن على صربيا 1-صفر.
ووجه "مانشافت" إنذارا لجميع المنافسين، وخصوصا الكبار منهم، معلنا أنه جاهز رغم نعومة أظافر الغالبية العظمى من لاعبيه من أجل محاولة وضع نجمة رابعة على قميصه، وهو حافظ على سجله المميز في مبارياته الافتتاحية حيث لم يخسر مباراته الأولى منذ عام 1982 عندما سقط أمام الجزائر 1-2 في إسبانيا، كما حافط على سجله المميز أمام منتخبات من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية، حيث لم يخسر سوى مرة واحدة في 18 مباراة حتى الآن وكانت تلك التي سقط فيها أمام الجزائر دون أن يمنعه ذلك من مواصلة المشوار حينها حتى النهائي قبل أن يخسر أمام إيطاليا 1-3.
كما حافظ أبطال 1954 و1974 و1990 على تقليدهم الهجومي في المباريات الافتتاحية، حيث تغلبوا على بلجيكا 5-2 عام 1934، وتركيا 4-1 عام 1954، وسويسرا 5-صفر عام 1966، ويوغوسلافيا 4-1 عام 1990، والسعودية 8-صفر عام 2002، وكوستاريكا 4-2 عام 2006.
غياب بالاك لم يؤثر في الماكينات
وأكد "مانشافات" انه لم يتأثر بغياب قائده مايكل بالاك الذي تعرض للإصابة قبيل سفر منتخب بلاده إلى جنوب أفريقيا، ما حرمه من المشاركة إلى جانب زملائه في العرس الكروي الأول على القارة السمراء.
ويتولى ظهير أيمن بايرن ميونيخ فيليب لام مهمة ارتداء شارة القائد خلال الحملة السابعة عشرة لـ"مانشافات" في تاريخه، وكان اختباره الأول كقائد في المحفل الكروي الأهم على الإطلاق ناجحا بكافة المعايير، وساهم في قيادة بلاده إلى تجديد فوزها على الاستراليين بعدما تغلبت عليها في مونديال 1974، تحت اسم ألمانيا الغربية، بثلاثية نظيفة سجلها وولفغانغ أوفراث وبرند كولمان وغيرد مولر.
وكان اللقاء الآخر بين الفريقين قبل اليوم في كأس القارات 2005 عندما فاز الألمان 4-3، علما بان أستراليا كانت تواجهت عام 1974 مع ألمانيا الشرقية التي كانت في المجموعة ذاتها أيضا وخسرت صفر-2.
والمفارقة أن استراليا خسرت في مشاركيتها السابقتين في العرس الكروي أمام ألمانيا الغربية التي توجت لاحقا باللقب وإيطاليا في النسخة السابقة وتوجت الأخيرة في ما بعد باللقب أيضا.
أصغر تشكيلة في تاريخ ألمانيا
وبدأ مدرب "مانشافت" يواكيم لوف الذي يخوض العرس الكروي بأصغر تشكيلة في تاريخ المنتخب منذ مونديال 1934، المباراة بإشراك مهاجم بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه منذ البداية، خلافا للتوقعات التي أشارت إلى أن هداف مونديال 2006، سيجلس على مقاعد الاحتياط حيث أمضى معظم الموسم الماضي مع ناديه البافاري، وهو لم يخيب آمال مدربه بتسجيله الهدف الثاني (27)، بعد أن افتتح زميله السابق في النادي البافاري ومهاجم كولن حاليا لوكاس بودولسكي التسجيل باكرا (
، قبل أن تصبح مهمة رجال المدرب يواكيم لوف أسهل بعد طرد تيم كاهيل في بداية الشوط الثاني، فأضافوا هدفين آخرين عبر توماس مولر (68) وكاكاو (70).
ولعب كلوزه إلى جانب بودولسكي ومن خلفهما الشابين مسعود اوجيل ومولر الذي لعب على حساب بيوتر تروشوفسكي، وباستيان شفاينشتايغر وسامي خضيرة، فيما تواجد الشاب الآخر هولغر بادشتوبر في مركز الظهير الأيسر.
أما في الجهة الأسترالية، فأشرك المدرب الهولندي بيم فيربيك الثنائي كاهيل وبريت ايمرتون منذ البداية بعد شفائهما من الإصابة، علما بأن كل منهما سجل أربعة أهداف في ست مباريات خلال التصفيات، فيما بقي هاري كيويل (غلطة سراي التركي) ومارك بيرتشيانو (باليرمو الايطالي) على مقاعد الاحتياط لمصلحة ريتشارد غارسيا (هال سيتي الإنكليزي) وكارل فاليري (ساسوولي الذي يلعب في الدرجة الثانية الإيطالية).
بداية واثقة لأستراليا
وبدا أن الأستراليين غير مكترثين بهيبة الألمان إذ ضغطوا عليهم وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل منذ الدقيقة الرابعة إثر ركلة ركنية وصلت إلى كاهيل الذي حولها برأسه لكنها ارتدت من لام ثم سقطت أمام غارسيا الذي أطلقها قوية من مسافة قريبة لكن الحارس مانويل نوير تألق وأنقذ منتخبه.
ورد الألمان عبر كلوزه الذي توغل في المنطقة الأسترالية بعد تمريرة من اوجيل قبل أن يسدد بقوة لكن الحارس مارك شفارتزر تألق وحرم لاعب بايرن ميونيخ من هدفه الحادي عشر في النهائيات، ثم تدخل الدفاع ليحول متابعة اوجيل إلى ركنية (7).
ولم ينتظر رجال لوف كثيرا ليفتتحوا التسجيل بعد لعبة جماعية مميزة وصلت عبرها الكرة إلى اوجيل فمررها بينية متقنة إلى مولر على الجهة اليمنى فتوغل الأخير قبل أن يعكسها إلى الجهة اليسرى حيث يتواجد بودولسكي فأطلقها مهاجم كولن صاروخية من حدود المنطقة تقريبا إلى الزاوية اليمنى العليا لمرمى شفارتز (
.
وحاول الأستراليون أن يستوعبوا صدمة الهدف وحصلوا على فرصة لإدراك التعادل عندما مرر ايمرتون الكرة إلى غارسيا على حدود المنطقة فسددها الأخير مباشرة لكن محاولته الصاروخية علت العارضة (20)، ثم رد الألمان بفرصة لتعزيز تقدمهم بعدما توغل مولر على الجهة اليمنى قبل ان يلعب كرة عرضية أرضية فشل بودولسكي في الوصول إليها في الوقت المناسب (23)، وأخرى ذهبية لكلوزه بعدما وصلته الكرة على طبق من فضة عبر بودولسكي لكنه أطاح بها فوق العارضة من مسافة قريبة (24).
لكن مهاجم بايرن وميونيخ وفيردر بريمن السابق عوض هذه الفرصة بعد ثوان معدودة عندما ارتقى لكرة عرضية لعبها لام من الجهة الينمى ووضعها برأسه داخل الشباك الاسترالية (26)، مستفيدا من الخروج الخاطئ لشفارتزر لكي يسجل هدفه الحادي عشر في النهائيات، بعد أن سجل 5 في كل من النسختين السابقتين وهو أصبح على بعد أربعة أهداف من البرازيلي رونالدو، أكثر اللاعبين تسجيلا في النهائيات برصيد 15 هدفا (4 في 1998 و8 في 2002 و3 في 2006).
كما أصبح كلوزه ثاني أفضل هداف في تاريخ المانيا مشاركة مع يورغن كلينسمان، ويحتاج إلى ثلاثة أهداف لمعادلة الرقم القياسي المسجل باسم غورد مولر.
وحصل اوجيل بعد 4 دقائق على فرصة لتوجيه الضربة القاضية للاستراليين عندما انفرد بشفارتزر بعدما تمريرة متقنة من كلوزه لكنه فشل في وضع الكرة فوق الحارس الأسترالي العملاق الذي أنقذ منتخب بلاده من هدف ثالث في أقل من نصف ساعة.
ومع بداية الشوط الثاني زج فيربيك بلاعب الكمار الهولندي بريت هولمان بدلا من فينشينزو غريلا بهدف العودة إلى أجواء اللقاء، وكاد أن يتحقق ذلك عندما لمس بير ميرتيساكر الكرة بيده داخل المنطقة بعد رأسية من غارسيا لكن الحكم المكسيكي ماركو رودريغيز طالب بمواصلة اللعب وسط احتجاجات لاعبي "سوكيروس".
ورد الألمان بكرة أطلقها مولر من حدود المنطقة بعد تمريرة من اوجيل لكن محاولة لاعب بايرن ميونيخ الشاب علت العارضة بقليل (54).
مهمة أستراليا تتعقد
ثم تعقدت مهمة الاستراليين عندما رفع الحكم البطاقة الحمراء في وجه كاهيل بعد خطأ على شفاينشتايغر (57)، وكان الألمان أن يستفيدوا سريعا من التفوق العددي لكن شفارتزر وقف في وجه المدد الهجومي لرجال لوف وصد تسديدة اوجيل ببراعة (59) ثم كرر الأمر في مواجهة كلوزه الذي انفرد به بعدما كسر مصيدة التسلل (60)، ثم بودولسكي بتسديدة من حدود المنطقة (61).
وحصل كلوزه على فرصة لتعزيز تقدم منتخب بلاده بهدف ثالث بعد تمريرة من المتألق بودولسكي لكنه أطاح بها إلى جانب القائم (66)، إلا أن الهدف جاء أخيرا وهذه المرة بواسطة مولر الذي وصلته الكرة على حدود المنطقة من بودولسكي أيضا فتلاعب بالمدافع قبل أن يسدد في الزاوية اليمنى الأرضية لمرمى شفارتزر فارتدت الكرة من القائم إلى داخل الشباك (68).
وترك كلوزه مكانه بعدها للبرازيلي الأصل كاكاو الذي نجح وفي أول لمسة له أن يسجل الهدف الرابع بعد أن وصلته الكرة على طبق من فضة عبر المتألق الآخر اوجيل (70).